نعم هناك من يحب أن يستمع وهو في حافلة عمومية لأغاني الشاب بلال الصاخبة
(على الصباح) فهل نملك أن نلتفت إليه مثلا ونقول له إن ذوقه شاذ! لا طبعا.
لم يكن هذا بالأمر الذي يشغلني على كل حال فقد كنت مركزة على شيء آخر؛ يجلس
بالكرسي الذي أمامي رجل ممتلئ الجسم، قصير القامة على ما يبدو، رأسه خالية
من الشعر في الوسط بينما في جوانبها شعر أسود طويل شيئا ما، وأمامه مباشرة
على بعد عدة كراسي رجل أنيق طويل القامة على ما يبدو أيضا يعتمر قبعة
كلاسيكية سوداء، هكذا يبدو لي وأنا شبه متكئة على زجاج النافذة، لكن عندما
أجعل رأسي في خط مستقيم مع رأسيهما أرى القبعة السوداء للرجل الثاني على
الرأس الخالية من الشعر للرجل الأول فأجعل منه واحدا من أولئك اليهود
المتدينين بقبعات صغيرة وكأنهم أخذوها من دمى أطفالهم، لو يعلم الرجل بهذا
الذي فعلته به عيناي من زاويتهما هذه لغضب أو ربما ضربني! لكن هل يملك
أحدنا سلطة على خيال الآخر! طبعا لا.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
تعليقكم تشجيع