المراهقون الخارجون لتوهم من بحر زناتة* بأجساد شبه عارية كأسماك القرش،
يقفون مبعثرين تحت ضباب الغروب على الطريق الساحلية، لا يتوقف السائق من
أجلهم، وهم موقنون أنه لن يفعل، لذلك يخبؤون في أيديهم أحجارا صغيرة
ومسننة، ما إن نحاذيهم حتى يلوحوا بها على زجاج الحافلة بإتقان للسرعة
والمسافة، ترتطم بالنوافذ فتحدث دويا يوقظنا بفزع، نحن العائدون إلى ديارنا
بعد يوم متعب من العمل برؤوس يميلها النعاس على الكراسي، ننظر خلفنا بهلع
جماعي فنرى ضحكاتهم الصاخبة وحركات أجسادهم المتقافزة يملؤها شر وجنون
جميل، فيبتسم بعضنا بينما يمطرهم البعض الاخر بوابل من اللعنات.
زناتة*: شاطئ على الساحل الأطلسي بين مدينتي المحمدية والدار البيضاء.
زناتة*: شاطئ على الساحل الأطلسي بين مدينتي المحمدية والدار البيضاء.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
تعليقكم تشجيع