زهرة الثلج: قافلة أماريس الطبية إلى آيت اورير و آكرود

كان مساء مميزا جدا، مساء انطلاق القافلة الطبية الثالثة للجمعية المغربية للنهضة الاجتماعية ، لن أحدثكم عن برنامجها العملي ـ و لمن أراد الإطلاع عليه سيجده هنا ـ إنما سأكتب لكم عن تلك الأجواء التي مرت فيها و عن تلك المشاعر التي غمرتنا، عن تجربة لم تكن الأولى لكنها كانت الأجمل بكل المقاييس.

من الرباط، سلا، المحمدية و الدار البيضاء، توافد أعضاء الجمعية يحملون حقائبهم في أيديهم و ابتساماتهم على شفاههم من متطوعين و أطباء و صيادلة كلهم شباب في سن الزهور في سن حديث، بعزيمة كبيرة، يُجزلون العطاء، لم يجمعهم سوى قاسم مشترك وحيد هو حب الخير للغير و حب إسعاد من قهرتهم الحياة وأتعبهم المرض والفقر ... كانت محطة الدار البيضاء المهاجرين شاهدة على تجمعنا الأول و منها انطلق بنا السائق المرح عبد القادر في اتجاه مراكش حوالي الساعة الثامنة مساء .

لم نشعر بطول المسافة لأننا قطعناها في جو من النشاط على أنغام ناس الغيوان، ونتسلى بمسابقات ترفيهية. وصلنا إلى المنتجع الخاص بالمكتب الوطني للكهرباء حيث سنقضي ليلتينا، كان الوقت متأخرا جدا، جلسنا للتعارف فيما بينا في انتظار وجبة العشاء، كانت الحرارة مرتفعة جدا لكن هواء مراكش كان نقيا عذبا و ليلها ساحر.

وجبة إفطارنا المشتركة

و بعد هذه الصورة التذكارية انطلقنا إلى آيت اورير.

عند وصولنا كان المركز الصحي مكتظا بالوافدين، نساء و أطفال و شيوخ، يبدو الفقر و قلة الحيلة طاغيا على ملامحهم، أثناء كشفنا عنهم كان الدعاء الذي ما فتئوا يرددونه هو "الله يخرج سربيسك على خير " !

هنا تم تسليم الملابس التي أخذناها معنا لجمعية نشيطة بآيت اورير ستتكلف بتوزيعها على المحتاجين.

بعد يوم حافل بالعمل، طافت بنا الحافلة حول مدينة آيت اورير الصغيرة و الجميلة، توقفنا بالقرب من هذا القصر الشاهد على فترة من التاريخ المغربي ـ قصر الكَلاوي ـ

بعد ذلك جلسنا لتناول وجبة العشاء التي كانت على ضوء الشموع حيث أن الكهرباء تنفصل بآيت اورير من حين لآخر كما صرح لنا الأهالي هناك.

بعد رجوعنا إلى مراكش، لم يهن علينا أن نمر بها من دون زيارة معلمتها التاريخية جامع الفنا فكانت هذه النزهة بعد منتصف الليل نسينا خلالها أننا هنا في مهمة خيرية و عشنا أجواء مرحة جدا .

في صبيحة الأحد انطلقنا من جديد إلى آيت اورير و بدأ العمل الجدي مرة أخرى تزيننا قمصان أماريس و كلنا فخر بهذا العطاء و النجاح الذي وصلت إليه جمعيتنا التي بدأت صغيرة جدا و من وقت قريب جدا كذلك.
حوالي الثانية عشر ظهرا أوقفنا تسجيل المستفيدين الذين كانوا ما يزالون في الخارج بأعداد هائلة حتى نتمكن من الاستعداد لمواصلة الرحلة إلى ورزازات، للأسف لم أتمكن من مرافقة القافلة أنا و مجموعة من الأصدقاء نظرا لالتزاماتنا العملية و الشخصية لكن قلوبنا سافرت معهم و قد قضوا بدورهم هناك يومين رائعين جدا سأكتفي بعرض صورهم لكم .

هكذا مرت هذه اللحظات التي جمعنا فيها الحب و الإخاء و العطاء، تخللتها كذلك بعض المواقف التي تطلبت منا الصبر و الاحتساب و افترقنا و كلنا أمل أن تتوفر لنا السبل لإحياء مثيلاتها مستقبلا في أقرب فرصة. وما أحوج المغاربة إلى مثل هذه الأنشطة الخيرية ... تقبل الله منا و رزقنا الإخلاص في كل خطوة. و تحية من القلب لكل من ساهم ويساهم ماديا أو معنويا في الرقي بأماريس و لكل من يتابعها من قريب أو من بعيد.

*الصور بعدسة الصديق أيوب كواش

5 التعليقات:

سناء يقول...: أزال المؤلف هذا التعليق.; 25 مايو 2013 في 12:05 ص
رشيد أمديون يقول...: رحلة من العطاء والتفاني في العمل، رحلة الخير والعمل..
هكذا تكون اللآيادي الايجابية التي تعطي أكثر مما تأخذ.
أعانكم الله أختي حنان، وأعان كل أ‘ضاء الجمعية في زرع روح التضامن والأخوة في مغربنا الحبيب.

تحيتي; 25 مايو 2013 في 11:17 ص
محمد ايت دمنات يقول...: السلام عليكم
عمل مشكور جزاكم الله خيرا ..فليس هناك من عمل أفضل من اسعاد الغير
تحياتي; 28 مايو 2013 في 5:49 م
حنان يقول...: أستاذاي رشيد و محمد بارك الله فيكما و شكرا لكما على الدعم المستمر; 30 مايو 2013 في 2:20 م
سناء يقول...: كررت نشر التعليق و يبدو أنه لم ينشر

حيّيتك فيه و قافلتكم..

دمت بخير ... لأن الخير في الوطن ما دمتم فيه; 14 يونيو 2013 في 9:19 م