لماذا زهرة الثلج ؟
كثيرا ما تردد علي هذا السؤال فارتأيت أن أحكي لكم جميعا قصة ـ زهرة الثلج ـ هذا الإسم الذي أحبه كثيرا ..
عندما كنت في السنة الأخيرة من التعليم الإعدادي و في فترة التوجيه التي يختار فيها التلاميذ أي مسار سيسلكونه في تعليمهم الثانوي حسب ميولاتهم و مؤهلاتهم طبعا، اخترت شعبتين تقنيتين و الثالثة علمية، كنت الوحيدة بين زملائي التي توجهت إلى التعليم التقني المتخصص رغم أن ميولاتي كانت أدبية محضة و مؤهلاتي العلمية كانت حسنة كذلك فقد كان دافعي هو اختصار المسار الدراسي و ولوج عالم الشغل في أقرب فرصة .
وجدت ترحيبا كبيرا من طرف الموجه و الأساتذة الحاضرين مع شيء من الإستغراب خاصة و أن اختياري الأول و الرئيسي كان هو شعبة البناء ..
كان الأمر برمته بالنسبة لي يشبه الحلم لأني إن وفقت فسيلزمني الإنتقال إلى مدينة أخرى و الإستقلال عن عائلتي في سن 15 سنة لكنه كان حلما جميلا و تحديا كبيرا رغم الصعوبات المتوقعة .
كانت فرحتي عارمة عندما علمت أن طلبي تمت الموافقة عليه و ما علي إلا أن أستعد للدراسة بمدينة الرباط التي لم أزرها من قبل رغم أنها لا تبعد على مدينتي تيفلت إلا بالقليل .
مرت عطلة الصيف و جاء الموسم الدراسي و كانت البداية ... تجربة جديدة و ذكريات لا تنسى، عدت إلى تيفلت في أول عطلة آخر الأسبوع و هناك التقيت صدفة بأستاذي في مادة اللغة العربية للموسم الماضي كان يعزني كثيرا لاهتمامي الكبير و تفوقي في مادته التي أكن لها كل الحب و لكل مدرسيها في كل زمان و مكان، قال لي :
ـ أنا سعيد جدا لأجلك يا زهرة الثلج ..
ابتسمت و قلت كيف يعني زهرة الثلج أستاذي ؟
قال لي :
ـ يوجد نوع من الأزهار التي تنمو بالمناطق القطبية التي تعرف تساقطات ثلجية على مدار السنة تقريبا ... تقاوم لسعات الثلج و لا تتأثر ببرودة المناخ و كذلك أراك و قد خضت تجربة تعد بالمقارنة مع سنك و جنسك بالمغامرة ! و أنت لها يا زهرة الثلج فكوني كما عهدتك .
قال لي أيضا مؤكدا على كلماته :
ـ أوصيك بشيء آخر و هو ألا تهملي ميولك الأدبي، حاولي أن تقرأي و تكتبي من حين لآخر ..
... و كذلك كان .
مرت الثلاث سنوات في الثانوية كنت أكتب فيها يوميات لازلت أحتفظ بها و كنت كلما كتبت شيئا أختمه ب :
تمت في .. بتاريخ .. توقيع : زهرة الثلج
بعد انتقالي إلى سنتي التخصص بعد الباكلوريا في مدينة أبعد و هي الدار البيضاء أصابني بعض الفتور و صارت كتاباتي قليلة جدا تقتصر على مرة كل أسبوع أو أسبوعين ثم تحولت إلى عدم الكتابة إلا لموقف طارئ أو رغبة في تفريغ بعض مكنونات الصدر .. و هكذا تابعت زهرة الثلج كفاحها بعيدا عن كنف الأسرة لكن قلمها بدأ يجف شيئا فشيئا .
تراجع مستواي في الكتابة بعد ولوجي عالم الشغل حيث اللغة غير اللغة و الحماس الدراسي منعدم ، أغلب اهتمامي كان الإبحار في هذا العالم المليئ بالأرقام و الأشكال و في داخلي لا يزال ذلك الحنين إلى الحرف و القلم قائما يبعث في الأمل لأكتب من جديد فكانت الولادة الثانية هنا في هذا العالم الإفتراضي ...
هذه هي زهرة الثلج التي أرجو ألا يصيبها الفتور من جديد :)
كثيرا ما تردد علي هذا السؤال فارتأيت أن أحكي لكم جميعا قصة ـ زهرة الثلج ـ هذا الإسم الذي أحبه كثيرا ..
عندما كنت في السنة الأخيرة من التعليم الإعدادي و في فترة التوجيه التي يختار فيها التلاميذ أي مسار سيسلكونه في تعليمهم الثانوي حسب ميولاتهم و مؤهلاتهم طبعا، اخترت شعبتين تقنيتين و الثالثة علمية، كنت الوحيدة بين زملائي التي توجهت إلى التعليم التقني المتخصص رغم أن ميولاتي كانت أدبية محضة و مؤهلاتي العلمية كانت حسنة كذلك فقد كان دافعي هو اختصار المسار الدراسي و ولوج عالم الشغل في أقرب فرصة .
وجدت ترحيبا كبيرا من طرف الموجه و الأساتذة الحاضرين مع شيء من الإستغراب خاصة و أن اختياري الأول و الرئيسي كان هو شعبة البناء ..
كان الأمر برمته بالنسبة لي يشبه الحلم لأني إن وفقت فسيلزمني الإنتقال إلى مدينة أخرى و الإستقلال عن عائلتي في سن 15 سنة لكنه كان حلما جميلا و تحديا كبيرا رغم الصعوبات المتوقعة .
كانت فرحتي عارمة عندما علمت أن طلبي تمت الموافقة عليه و ما علي إلا أن أستعد للدراسة بمدينة الرباط التي لم أزرها من قبل رغم أنها لا تبعد على مدينتي تيفلت إلا بالقليل .
مرت عطلة الصيف و جاء الموسم الدراسي و كانت البداية ... تجربة جديدة و ذكريات لا تنسى، عدت إلى تيفلت في أول عطلة آخر الأسبوع و هناك التقيت صدفة بأستاذي في مادة اللغة العربية للموسم الماضي كان يعزني كثيرا لاهتمامي الكبير و تفوقي في مادته التي أكن لها كل الحب و لكل مدرسيها في كل زمان و مكان، قال لي :
ـ أنا سعيد جدا لأجلك يا زهرة الثلج ..
ابتسمت و قلت كيف يعني زهرة الثلج أستاذي ؟
قال لي :
ـ يوجد نوع من الأزهار التي تنمو بالمناطق القطبية التي تعرف تساقطات ثلجية على مدار السنة تقريبا ... تقاوم لسعات الثلج و لا تتأثر ببرودة المناخ و كذلك أراك و قد خضت تجربة تعد بالمقارنة مع سنك و جنسك بالمغامرة ! و أنت لها يا زهرة الثلج فكوني كما عهدتك .
قال لي أيضا مؤكدا على كلماته :
ـ أوصيك بشيء آخر و هو ألا تهملي ميولك الأدبي، حاولي أن تقرأي و تكتبي من حين لآخر ..
... و كذلك كان .
مرت الثلاث سنوات في الثانوية كنت أكتب فيها يوميات لازلت أحتفظ بها و كنت كلما كتبت شيئا أختمه ب :
تمت في .. بتاريخ .. توقيع : زهرة الثلج
بعد انتقالي إلى سنتي التخصص بعد الباكلوريا في مدينة أبعد و هي الدار البيضاء أصابني بعض الفتور و صارت كتاباتي قليلة جدا تقتصر على مرة كل أسبوع أو أسبوعين ثم تحولت إلى عدم الكتابة إلا لموقف طارئ أو رغبة في تفريغ بعض مكنونات الصدر .. و هكذا تابعت زهرة الثلج كفاحها بعيدا عن كنف الأسرة لكن قلمها بدأ يجف شيئا فشيئا .
تراجع مستواي في الكتابة بعد ولوجي عالم الشغل حيث اللغة غير اللغة و الحماس الدراسي منعدم ، أغلب اهتمامي كان الإبحار في هذا العالم المليئ بالأرقام و الأشكال و في داخلي لا يزال ذلك الحنين إلى الحرف و القلم قائما يبعث في الأمل لأكتب من جديد فكانت الولادة الثانية هنا في هذا العالم الإفتراضي ...
هذه هي زهرة الثلج التي أرجو ألا يصيبها الفتور من جديد :)
23 التعليقات:
فعلاً هو تخصص غريب لفتاة حيث أن مهنة البناء معروفة للرجال حيث الجو القاسي والتعرض للأتربة ومواد البناء والبنت معروف اهتمامها ببشرتها ووضع المكياج ..
عموماً لا شيء مستبعد واتتمنى لك التوفيق .. وكذلك فى أعمالك الادبية يا زهرة الثلج
تحياتى لكِ
حنان زهرة الثلج، التحدي واضح في كلماتك، وفي نفانيك.
علمية التوجه لكن داخلك أديبة..
تحية لك يا زهرة الثلج.
أجد أخي قوس شطح به الفكر بعيدا :)
هي تقصد بالبناء: هندسة البناء، وليس العمل في حمل الأثقال والاسمنت..
تحية لك صديقي قوس...
الله اعونك اخت حنان والله اكمل بخير
كشفت السر أخيرا وأزلت اللثام عن زهرة الثلج، جميل أن نتعايش مع أسماء تركت خلفا جميلا من المعاني وأشعرتنا بالوجود الأدبي الحقيقي، تلك بصمة ستزرع الإنتماء إلى التحدي والغوص في طريق إدراك الأنأ، لكنك لن تعيشي في القطب الجنوبي بل في القلوب المتلهفة لبعض من كلماتك التي تتلجها من بعد حر وجفاف وانقطاع مطر الحب
واضح في هذه الحالة أن الحروف والكتابة هي ضمانة حياة زهرة الثلج ومقاومتها للبرد.
إذا توقف الانسان عن القراءة والكتابة فهو الجمود والعدم أختي حنان.
تحياتي وتقديري
فعلاً اخى ابوحسام الدين . انا فهمت مهنة البناء إنها تبنى جدران و بيوت ..لكن الهندسة معروفة وهى تخرج معندسين المدنيين و المعماريين والتخصصات الاخرى ..
شكراً على لفت إنتباهى .. وانا استغربت فى البداية كيف حنان تعمل فى مهنة البناء وحمل اكياس الاسمنت هههه
وكل هذا بسبب تنوع اللهجات ...
تقبلى مداخلتى الثانية حنان مع تحياتى لك
السلام عليكم
الحقيقة منذ تعرفت إلى مدونتك شدتني تسميتها المميزة وراقت لي، وها أنا الآن أكتشف سرها :)
كتبت عن تدوينتك هذه في تدوين
http://goo.gl/0mvTr
تحياتي
لن تعودي لخمولك يا زهرة الثلج، ففترة الخمول قد انتهت..
سعداء جدا بالتعرف على سر التسمية المميزة :)
ونعم الأستاذ
ونعم اللقب
ونعم المدونة
أكرم بالثلاثة معا وأنعم بهم
السلام عليكم
اختي حنان إنه اسم على مسمى
صدقت فراسة الأستاذ بصدق و جدية التلميذة...
لا شيء فات ولك في هذا العالم الافتراضي ما يجعلك تعيدين التألق لقلمك
فلا تترددي و لا تستسلمي لظروف العمل
صدق حين سماك..
ولقلمك خطه الذي لايشبه الخطوط..
لك تحياتي...
متأخرة كعادتي هههه
و أنت متألقة كعادتك
لا تحرمينا من كلماتك
سلامي
بارك الله فيك أخي قوس قزح ...... أنا أعمل في مكتب دراسات البناء ... التخصص ذكوري شيئا ما لكن في الوقت الحالي يلجه الإناث أكثر :)
و تحية لك أستاذي رشيد و لن أنسى أبدا أنك اليد التي امتد لي و أدخلتني إلى عالم التدوين فبارك الله فيك
بارك الله فيك أخي طارق على طيب كلماتك
صدقت أستاذي عبد العاطي بارك الله فيك ..
أختي نوال شكرا لك و بارك الله فيك لقد قرأت كلماتك الجميلة في حقي ... دمت يا طيبة
أختي سناء المغربية أرجو ذلك ... شكرا لك و بارك الله فيك عزيزتي
ذلك ما أطمح إليه أستاذي أبو عز الدين و هو أن أكون أهلا لهذا الإسم ... شكرا لكلماتك المشجعة بارك الله فيك
أخي محمد ملوكي أكرمك الله و رعاك ... تشرفت بمعرفتك و راقتني مدونتك "كَولها" جدا جدا
و لك أصدق تحياتي أخي بندر الأسمري شكرا لمرورك العطر
سعيدة أنا بمرورك أختي إيمي متى ما شرفتني به ... لك مني أخلص تحية :)
ماشاء الله، وفقك الله يا زهرة الثلج الحنونة، حفظك الله و رعاك
إرسال تعليق
تعليقكم تشجيع